الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية النائبة ليلى الشتاوي في حوار خاص تتحدّث عن انفراد حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال بالنداء، وتكشف معطيات صادمة وخطيرة عن عبد الحكيم بلحاج

نشر في  21 جوان 2017  (11:09)

عبد الحكيم بلحـاج لـه عــلاقـات مع جبهة النصـرة وتنظـيـم الـقـاعـدة

لجنة التنسيق المشتركة بين نداء تونس والنهضة وصمة عار

قطر كان لها الدور في تجنيد الشباب وإرسالهم للقتال في جبهة النصرة

يجب فتح تحقيق حول علاقات بعض النواب بشفيق جراية

اطالب راشد الغنوشي بـ«تبرئة» النهضة من تنظيم الإخوان المسلمين

 بعد أن شغلت الساحة السياسية والرأي العام في المدة الاخيرة كان لابد من استضافة القيادية السابقة في نداء تونس والمنضمة حديثا إلى حركة مشروع تونس، ليلى الشتاوي التي برزت كصوت نسائي «شرس» ساهم في فضح العديد من التجاوزات، ولم يتوان عن إماطة اللثام عن أخطر الملفات بما أنّها ترأست  لجنة التحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر..
في حوار جريء حدّثتنا الشتاوي عن العديد من المسائل السياسية الهامّة من بينها اسباب تقديم استقالتها من نداء تونس ودوافع إقصائها من رئاسة لجنة التحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر فضلا عن الدور الذي بات يلعبه كل من حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال في حزب نداء تونس..
 كما كشفت لنا تفاصيل خطيرة متعلّقة بشخصية الليبي عبد الحكيم بلحاج والدور المشبوه الذي لعبته قطر في تونس..

- في البداية، لو تكشفين لنا الأسباب الحقيقية لإستقالتك من حركة نداء تونس؟
في الحقيقة هي نتيجة تراكم عدة أسباب انطلقت تحديدا منذ أحداث مؤتمر جانفي 2016 وما تمخّض عنه من عمل انقلابي على المؤسسات والمشروع الأصلي الذي انبنى من أجله نداء تونس واجتمعت عليه قياداته وإطاراته، وهنا اذكر بأنّي كنت من بين الأصوات المنددة بذلك التمشي الخطير..
هذا التمشي الذي ساهم في تقسيم الحزب إلى مجموعتين واحدة تمثّلها حاليا حركة مشروع تونس وهي التي أعربت عن يأسها وقنوطها من عودة مساره الصحيح لتقرر بذلك إكمال المشوار ومواصلة المشروع الأصلي للنداء خارجه والمتمثل في استمرار الحركة الوطنية..
- وماذا عن المجموعة الثانية؟
المجموعة الثانية كنت من بينها وهي التي خيّرت مواصلة المعركة داخل هياكل الحركة وهو تمش مضيت فيه قدما رفقة العديد من الزملاء والأصدقاء الندائيين وقد دفعت من أجله الثمن وهو إقصائي وإبعادي عن اتّخاذ القرارات صلب النداء، هذا طبعا إن صح الحديث أو التعبير عن مفهوم اتّخاذ القرار في الحركة حيث انعدم وجود هيكل معني بهذا الأمر..
وبالتالي وبالعودة إلى سؤالك فإنّ أسباب خروجي من نداء تونس تعود أساسا إلى المشاكل التي باتت موجودة صلبه والتي انطلقت منذ مؤتمر جانفي 2016 لتتفاقم وتتدرج في الاستمرار إلى  أن وصلت إلى موضوع إقصائي من رئاسة لجنة التحقيق في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر..
- لو حدّثتنا إذن عن قضية إقصائك من رئاسة لجنة التحقيق في تسفير الشباب إلى بؤر التوتر..
قبل الحديث عن إقصائي يجب التطرق إلى موضوع يتعلّق بالظروف التي ساهمت في بعث هذه اللجنة التي كنت طالبت بإرسائها، ولا مراء في القول أنّي لم أشارك أعضاء الكتلة ولا رئيسها ولا الحزب في هذه الفكرة التي انطلقت في العمل عليها بكل سرية لأنه كان لدي انطباع وإيمان بأن المسار الذي بات يسلكه نداء تونس لم يعد مسار المشروع الأصلي الذي انبنى عليه وعملنا من اجله خاصة في ظل التقارب الكبير الذي حدث بين النداء وحركة النهضة، هذا التقارب جعلني اعتقد ان مطلب إحداث لجنة كتلك اللجنة لن يلقى رضا أو مساندة من قبل القيادات الموجودة وقتها سواء في نداء تونس أو الكتلة لذلك خيّرت السرّية..
وللإشارة فإنّي لم أعلن عن فكرة إرساء اللجنة إلاّ لدى حصولي بصفة فردية على إمضاءات عدد كبير من النواب فاقت التسعين إمضاء..
وعن مسألة إقصائي، أعتقد أن العديد من الأطراف قد أزعجها الأمر الواقع الذي وجدت نفسها أمامه وعاجزة عن التصدي له في ظل حصولي على عدد من الأصوات الذي خوّل إرساء اللجنة..
في المقابل أؤكد أنّه كان لدي هامش من الحرية والاستقلالية لرفع صوتي وتبليغه بكل راحة دون قبول أي املاءات أو الرضوخ للتوافقات التي حدثت بين كل من حركتي نداء تونس والنهضة وهو ما ساهم في تسريع موضوع إقصائي من رئاسة اللجنة..
- وبم تفسرين إقصاء بعض القيادات النسائية البارزة من نداء تونس؟
 رغم أنني لا أميل للمقارنة بين العنصر النسائي والرجالي وهذا الأخير الذي يضمّ العديد من الأصدقاء الذين كانت لهم مواقف شجاعة ثابتة، لا يخفى على العموم مغادرة الكثير من القيادات النسائية البارزة من نداء تونس ممّن كانت لهنّ مواقف واضحة وجريئة ولعبن دورا فاعلا في انتهاج المسار الديمقراطي الذي بني عليه الحزب ثمّ حاد بعد ذلك عنه..
ومن الأسباب التي أدت إلى ذلك حسب رأيي هو إشكال غياب هيكل القرار الجماعي حيث أنه وبناء على المنطلق الحزبي فان الهياكل هي المعنية باتخاذ القرارات التي تكون جماعية، لكن للأسف فإنّ هذا المنطلق لم يعد مأخوذا به صلب حركة نداء تونس حيث أصبحت القرارات فردية ولا تنظر فيها الهياكل لتنفرد بها مجموعة صارت تتحكم حتّى في قرارات إقالة النواب المنتخبين من قبل الشعب..
- ومن تقصدين بتلك المجموعة؟
 لا أتحدث عن مجموعة بعينها بل عن ثنائي يتمثل في كل من رئيس الكتلة سفيان طوبال والمدير التنفيذي للحركة حافظ قائد السبسي، هذا الثنائي الذي أصبح يعمل بصفة منفردة ويمضي على كل قرارات الإقالة دون الرجوع لا إلى المكتب السياسي أو التنفيذي في ما يخص الأخير أو إلى  الكتلة أو أعضائها في ما يخص طوبال..
وهنا توجّب طرح سؤال ملح كيف لحزب يقول عن نفسه انه الحزب الأول الفائز في انتخابات 2014، أن يقدم على اتّخاذ قرارات فردية بمثل تلك الشاكلة دون أية مشورة؟
ما يحدث يبعث في نفوسنا إحساسا بالخوف والقلق فالحزب الذي أصبح يتعامل بداخله على ذلك النحو، قادر أيضا على تسيير دواليب الدولة بنفس الطريقة !
- وحسب رأيك، من أين استمدّ كل من حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال القوة التي جعلتهما ينفردان بكل القرارات؟
إن تحدّثنا عن الهياكل الحزبية، نعتبر أنّ نداء تونس موجود هيكليا بحكم أنّ له كتلة ونواب ولأن كل من رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحكومة منبثقان عنه وأيضا على اعتبار أنّ رئيس الجمهورية هو المؤسس الاول له، ولكن فعليا فالحزب فارغ ولا وجود للكوادر التي من شأنها اليوم مشاركة حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال في اتّخاذ القرارات وبالتالي فإنّ الفراغ الذي بات يعاني منه النداء هو الذي ساهم في ما نراه اليوم صلبه..
كما أنّ هذا الفارغ الكبير في الحزب لم يكن وليد اللحظة بل تمخّض عن تراكمات ورواسب متعددة وتعمّقت هوّته خاصة اثر سنة 2014 إبان تقديم العديد من القواعد والكوادر استقالتهم منه بناء على رفضهم القطعي للتحالف الذي أضحى قائما بين النداء والنهضة فخيّروا بذلك الانسحاب لما اعتبروه انقلابا على التمشي الذي بني من اجله النداء..
 زد على هذه الاستقالات بروز العديد من المشاكل التسييرية، وما زاد الطين بلة جملة الانتدابات الجديدة التي تم الإعلان عنها و»اللخبطة» الكبيرة التي رافقتها خاصة المتعلقة بكل من برهان بسيس ومحسن حسن..
كل هذه التراكمات ساهمت في استفراد كل من حافظ قائد السبسي وسفيان طوبال بالقرار والكل يتفرج والحزب يتلاشى ويتحطم..
- تتحدث اليوم أطراف عن علاقات مشبوهة تجمع بعض قيادات نداء تونس ببعض رموز الفساد، فما هو رأيك ؟
 كنت قد صرّحت فور إعلان خروجي من نداء تونس بأنّني صرت اليوم أخاف على تونس من نداء تونس، وكنت جازمة في هذا الكلام بناء على عملي المتواصل على ملف تسفير الشباب إلى بؤر التوتر هذا الملف الذي انطلقت في الاشتغال عليه منذ دخولي إلى البرلمان صلب لجنة الأمن والدفاع أي قبل أن تباشر اللجنة أعمالها وأرأسها..
وكنت أثناء عملي على هذه الملفات قد تحدّثت عن خطورة الليبي عبد الحكيم بلحاج الذي ذكر اسمه في العديد من الأبحاث الخاصة بالعائدين من مناطق القتال، هذا الرجل الذي لا يخفى على أحد حجم العلاقات الوطيدة التي  تجمعه بشفيق جراية المتهم من قبل القضاء العسكري بخيانة أمن الدولة..
رغم هذا للأسف بتنا اليوم نشاهد  العديد من الكوادر الندائية تعلن في تصريحاتها عن صداقتها بشفيق جراية بل وتتباهى بعلاقتها الوطيدة معه رغم جملة التهم الخطيرة للغاية التي وجهها القضاء العسكري في حقه ورغم علاقته بعبد الحكيم بالحاج الذي صدر اسمه في قائمة الإرهاب الصادرة عن دول الخليج فماذا يعني هذا؟ وماذا يعني أن لا يفتح حزب نداء تونس تحقيقا في ما يخص التصريحات المذكورة للعديد من كوادره؟ وكيف لا يتم فتح تحقيق في ما يخص ملف النواب الذين توجّهوا رفقة شفيق جراية إلى طرابلس التي تخضع لسيطرة عبد الحكيم بلحاج ؟
- في إطار التطرق إلى موضوع عبد الحكيم بلحاج وبصفتك كنت رئيسة للجنة التحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر، كيف تصفين هذا الرجل وعلاقته بتونس؟
عبد الحكيم بلحاج يعتبر من القيادات الليبية الخطيرة التي كانت تشرف على تسفير الشباب إلى مناطق القتال وكان وراء ملف تدريب الشباب على حمل السلاح في مختلف المعسكرات..
وكانت لديه صلة واضحة مع المورطين في ملف تسفير الشباب التونسي وكان أيضا على علاقة مع جبهة النصرة في سوريا التي أصبحت تتعامل مع تنظيم داعش الإرهابي، كما كانت لديه علاقة مع تنظيم القاعدة الإرهابي وهي علاقة مازالت قائمة إلى اليوم..
في ذات السياق نشير إلى انّه كان يتم تجنيد شبابنا المغرر به والمسفّر إلى ليبيا في 3 معسكرات، ليقع في طور آخر فرزهم وتوزيعهم إما إلى جبهة النصرة أو إلى القاعدة أو إلى تونس للعودة إليها وهم حاملون للسلاح وعبد الحكيم بلحاج هو من كان في استقبال هذه المجموعة الأخيرة بعد تدريبهم وتوزيعهم..
وبالتالي فعبد الحكيم بلحاج هو حلقة قوية وفاعلة في ما يخص ملف تسفير الشباب التونسي إلى بؤر التوتر خاصة في سنتي 2012 و2013..
- لو تذكرين لنا أخطر النقاط التي توصّلت لها لجنة التحقيق في شبكات تسفير الشباب إلى بؤر التوتر وذلك اثناء ترؤسك لها؟
هو الملف الذي يخص التمويل القطري والوجود القطري في تونس فضلا عن الجانب الجمعياتي الذي كنت قد تحدّثت عليه بإطناب في السابق، وهنا سأكشف لكم بأنّ الملف الذي تكلم عنه الجانب الليبي في ما يخص تمويل قطر في تونس وعن وجود الملحق العسكري الخاص بها في تونس والدور الذي لعبته تلك الدولة في ليبيا في ما يخص عسكرة وتجنيد الشباب لإرسالهم للقتال في صفوف جبهة النصرة..  أكشف لكم عن أنني اطّلعت على حيثيات هذا الملف منذ أواخر شهر أفريل الماضي تاريخ استلامي له أي قبل إعلان الجانب الليبي عنه لكن خيّرت التكتّم وعدم الإعلان عنه عبر وسائل الإعلام نظرا لحساسية الملف وخطورته، لكن هذا لا ينفي انني كنت عازمة على تقديمه في الاجتماعات القادمة للجنة التحقيق في شبكات التسفير..
واعتبر أنّ هذا الملف من أخطر الملفات حيث أنّه يتحدث عن الوجود القطري المشبوه ببلادنا في ظلّ تنسيق كبير ومحكم من اجل اللعب بعقول شبابنا والتغرير بهم، وهو أيضا من اكبر الملفات التي يتوجّب العمل على فك ألغازها وإماطة اللثام عن كل المتورطين  فيها خاصة من الداخل ويجب أن يكون فيه تحقيق واضح وشفاف..
- هل تعتبرين أن هنالك أعضاء من لجنة التحقيق في شبكات تسفير الشباب الى بؤر التوتر يمكن اتهامهم في التورط في هذا الملف؟
سؤال وجيه، لكن اليوم لا يمكنني الاجابة لا بنعم ولا بلا، استطيع فقط  الجزم بأنني متأكدة بأنّه سيحين وقت الأجوبة الواضحة لكل هذه التساؤلات..
- و لماذا اخترت الانضمام إلى حركة مشروع تونس دون سواها؟
في الحقيقة كان انضماما عقلانيا وواضحا ولم أخمن ولو لوهلة في أي حزب آخر للانضمام إليه، لأنه ومنذ أن تشكلت كتلة الحرة النيابية وبعد الإعلان الرسمي عن مشروع تونس كان واضحا في ذهني وأنني إذا خرجت من نداء تونس فإن مكاني الطبيعي سيكون حركة مشروع تونس..
- ولم ذلك؟
لأنه كان من البديهي بأن المجموعة الأولى التي قررت الابتعاد عن نداء تونس لم تكن قد اختارت الابتعاد عن المشروع الذي اجتمعنا من اجله في النداء بل للمحافظة على ذلك المشروع الأصلي وعلى استمرارية الحركة الوطنية، وحقيقة بعد متابعتي  لعمل الكتلة منذ تكوّنها ومسارها وطريقة مصادقتها على القوانين ومشاريع القوانين تأكدت أن أعضاءها لم يحيدوا عن رؤاهم وتصوراتهم وتشبثهم بالذي اجتمعنا في السابق من اجله ولهذا قررت الانضمام إليهم والى الحزب الذي اعتبر انه ليس حزبا يسمى مشروع تونس فحسب بل هو مشروع تونس الديمقراطي الذي نعمل على إنقاذه وحمايته..
- وما رأيك في لجنة التنسيق المشتركة بين حركتي نداء تونس والنهضة لأخذ القرارات؟
اعتبر انّها بمثابة وصمة عار في وجه نداء تونس وتاريخه..
- كلمات توجهينها إلى الباجي قائد السبسي؟
بناء على ما قاله يوم خروجه من رئاسة النداء لتولي رئاسة الجمهورية  بأنه بات رئيس كل التونسيين وترك رئاسة النداء لتصبح كل الأحزاب سواسية بالنسبة إليه، بناء على هذا أوجه لرئيس الجمهورية رسالة أقول له فيها إذا لم تعد حركة نداء تونس ذلك المشروع القادر على مرور تونس نحو مرحلة أفضل من المرحلة التي تشهدها فإنّه يتوجب الاستناد على مجموعة من الكفاءات المستقلة تعمل على النهوض بتونس على جميع المستويات. أي يجب المرور إلى مرحلة تكوين حكومة كفاءات مستقلة بعيدة كل البعد عن الأحزاب  السياسية..
- والى راشد الغنوشي:
أقول له أنّ عليه أخذ قرارين مفصليين يتمثل أولهما في الإعلان الصريح والواضح والرسمي عن تبرؤ حركة النهضة من تنظيم الإخوان المسلمين وقطع كل علاقاتها مع قياداته. أمّا القرار الثاني فهو توضيح التوجه الجديد الذي اختارت حركة النهضة انتهاجه، أي الإعلان الصريح عن أنّها قررت فصل الديني عن السياسي وليس الدعوي على السياسي كما تم الإعلان عنه في مؤتمرها..
فإن هو قبل عن اقتناع اتخاذ هذين القرارين فسيكون له مستقبل في تونس أمّا إن امتنع أو خيّر الإعلان بصفة غير واضحة فأقول له انه لن يكون له أي مستقبل في تونس.

حاورتها: منارة تليجاني